يُعرب اتحاد شركات شحن البضائع في سورية عن أسفه الشديد لما قام به بعض السائقين السوريين من ردة فعل غير مسؤولة تتمثل بالتهديد في تكسير وحرق أي شاحنة تدخل إلى سورية، بالإضافة للإساءات الصادرة عنهم اتجاه الجهود التي يبذلها كل من رئيس هيئة المنافذ البرية والبحرية الأستاذ قتيبة بدوي ووزير النقل الدكتور يعرب بدر، ويؤكد الاتحاد أن مثل هذه التصرفات لا تخدم مصالح قطاع النقل السوري والسائقين السوريين.
وإننا ندرك التحديات التي تواجه قطاع النقل في سورية، وندرك جيدًا أن السيدين رئيس هيئة المنافذ البرية والبحرية ووزير النقل يعملان بشكل دؤوب ومستمر لمصلحة الشاحنة السورية والسائق السوري، حيث بذلا جهودًا حثيثة لتأمين فرص عمل للسائقين السوريين، بالرغم من قدم أسطول النقل السوري وعدم تحديثه ليواكب المتطلبات الدولية، بسبب الحرب الأخيرة في سورية والتشريعات الخاطئة أيام النظام البائد.
كما أن قيام بعض السائقين بالمطالبة بمنع مرور الترانزيت من سورية، يضر بالمصلحة الوطنية العليا، لأن سورية مرتبطة باتفاقيات دولية مهمة مثل اتفاقيات التير والترانزيت الدولية، والتي تضمن حركة التجارة وتسهيلها، وإن إعاقة هذه الاتفاقيات يؤثر سلبًا على الاقتصاد السوري وعلى دور سوريا كمعبر تجاري حيوي في المنطقة.
أما بخصوص المطالبة بعدم دخول الشاحنات غير السورية المحملة إلى سورية، فإننا نعتبر هذا المطلب حقًا مشروعًا للسائق السوري، ويعمل الاتحاد مع الجهات الحكومية المعنية لتحقيق ذلك، ونؤكد على أن السيد وزير النقل والسيد رئيس هيئة المنافذ البرية والبحرية يبذلان جهودًا مضنية لعقد مذكرات تفاهم واتفاقيات مع الدول المجاورة والدول التي تتعامل معها سوريا تجاريًا، لضمان حصول الشاحنة السورية على حصة عادلة ومعقولة من حركة نقل البضائع، سواء على مستوى الترانزيت أو الاستيراد والتصدير.
كما أن الاتحاد على ثقة بأن قطاع النقل السوري لن يتطور إلا بمواكبة التطورات الدولية، وذلك بتحديث الشاحنات السورية من جهة، وإلغاء مكتب الدور من جهة أخرى، والذي يعتبر نظام قديم لم يعد معمول به في أي دولة من دول العالم، وإن الحل يكون بتحرير سوق النقل، وترك الأمر للمنافسة الشريفة، وإتاحة الفرصة للتعاقد المباشر ما بين التاجر والناقل وفق الميزات التي يمنحها كل طرف للآخر.
يدعو الاتحاد جميع السائقين إلى التحلي بضبط النفس والحوار البناء كوسيلة وحيدة لمعالجة القضايا والمطالب، وإننا نثق بأن العمل المشترك والتعاون بين جميع الأطراف هو السبيل الوحيد لتحقيق الازدهار لقطاع النقل السوري وتحسين ظروف عمل السائقين.